السبت، 28 ديسمبر 2013

الصحافة المواطنة أوالسلطة الخامسة عبده حقي الصحافة المواطنة… عبده حقي

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  3:14 ص

الصحافة المواطنة أوالسلطة الخامسة عبده حقي الصحافة المواطنةعبده حقي
الصحافة المواطنة مثل (المدونات والمنتديات والشبكات الإجتماعية وملفات الفيديوواليوتوب ..إلخ ك(سلطة خامسة) بعد السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة الصحافية قد زعزعت إن لم نقل قلبت المشهد الإعلامي عموما رأسا على عقب .. فاليوم وبواسطة الإنترنيت يمكن أن ننتج وصلات فيديو إخبارية أو دعائية أويمكن عبرالشبكات الإجتماعية حشد جماهيرمن أجل التجمهرالإفتراضي أوإستجواب الناخبين أوالرد على قرارات المسؤولين أواستقصاء الرأي العام في قضية من القضايا الوطنيةلقد انتشرت ظاهرة التدوين Blogger في كل مكان من العالم، في مناطق التوتركما في المناطق التي تنعم بالسلام، وإنتشرالمدونون في مختلف حقول الإبداع الإنساني، في الآداب، التشكيل، السينما، الموسيقى .. إلخ وبقدرماساعد الإنترنيت على الإنتشاروالذيوع والتوزيع خصوصا في مجال السينما فإنه في جانبه السلبي قد أفرزمتاعب جمة وخطيرة على مستوى حركية النشروالتوزيع، إذ تراجعت العديد من مؤسسات التوزيع عن إنخراطها في حركية الإنتاج السينمائي بسبب أن الكثيرمن الأفلام يتم بثها على فيديوغوغل بالمجان وبالتالي فهي تصبح رهن مشاهدة رواد الأنترنيت فقط بنقرات معدودة لكي تصبح جاهزة للتحميل .
هناك بعض الأفلام التي يتم تحميلها بأسعار زهيدة لا تزيد عن 3.99 دولار، ممايعني أن هذه الوسيلة الشبكية تعتبرثورة على وسائط الإتصال التقليدية، وهكذا صرنا نلاحظ الآن أن أي فيلم من الأفلام الجديدة لا بد أن يخضع لسيرورة النشروالتوزيع التي تنطلق بداية من القاعات السينمائية ثم التسويق على أقراص DVD وقد تصل مدة هذ السلسلة إلى أكثرمن ستة اشهر وبعد مرورعام على إنتاجه قد يعرض على قناة تلفزية كآخر حلقة في هذه السلسلة .
وقد شبه بعض أخصائيي المعلوماتية مايحدث اليوم على الشبكة العنكبوتية بالزلزال الثقافي بحيث صاربالإمكان وباستعمال (ميني كاميرا) وكومبيوترأن نتواصل مع العشرات الآلاف من الأشخاص عبركل أنحاء العالم . فبالأمس القريب عشنا مع الصحافة (السمعية ـ البصرية والصحافة المكتوبة) باعتبارها سلطة رابعة، تلك السلطة التي كانت تنحشرأحيانا حتى في الإشكاليات التي لاشأن لها بها، وكثيرا ما حاصرت وأحرجت هذه السلطة الرابعة السلطات الثلاث الأخرى .. أما اليوم فقد إنتقل الدور إلى الصحافة المواطنة ودخل على الأون لاين مخاطبون ومراسلون غيرمرخصين وغير متخصصين في المهن الصحافية والإعلامية المعروفة
ولقد زعزعت هذه الصحافة المواطنة كما قلنا كل مؤسسات الدولة على المستوى الأفقي والعمودي، فلم يعد مثلا مسيرو ومديرو الإدارات والمؤسسات هم الصوت الأوحد لمؤسساتهم، كما لم يعد مرشحوا الإنتخابات سواء كانت رئاسية أوبرلمانية أوبلدية الأبطال المستحوذين على الرأي العام بخطبهم وبرامجهم، فقد بات من المفروض والواجب عليهم جميعا تذوق كعكة الديموقراطية في طعمها (الشبك ـ عنكبوتي) الراهن والحديث ..
أما بعض الفيديوهات الملفقة والصورالمركبة ذات الأهداف الشخصية أوالجماعية، فقد باتت تجوب الكرة الأرضية بنقرة واحدة عبراليوتوب أو الدالي ميشن .. وبات الخطريتهدد كل وسائط الإتصال التقليدية (راديوـ تلفزة ـ سينما ـ جرائد ـ مجلات ) بحيث لم تعد وحدها تحتكرالمعلومة أو التحقيق أوالتعاليق أو الربورتاج في زمن يعرف إنشاء مدونة كل خمس ثواني … فمع مطلع شمس كل يوم يتم إحصاء زهاء 150000 مدون جديد ( أي ناشرجديد قد يروج لأفكار تحريض أو رفض واحتجاج ضد هذه الجهة أو تلك أو أفكار تأييد ودعم ومساندة …(
أما في الميدان الفني فقد أصبح كل مواطن منتجا على نفس الدرجة التي كان بها الفنان بالأمس منتجا وحيدا .
إن الصحافة المواطنة قد مكنت جميع المواطنين منذ بدايتها أواسط سنة 2000 من التعبيرعن أنفسهم وبكل حرية، أما اليوم وبعد زهاء عشرسنوات، فقد تطور الأمر إلى كونها أصبحت ذات قوة إقتراحية بل إنها تطورت إلى أن اصبح اليوم جزؤمنها هوبالتحديد ما يسمى الصحافة الإلكترونية . والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح اليوم هو من سيربح هذه المعركة الإعلامية والتواصلية بكل تقلباتها الواعدة بالآمال تارة والشكوك والإلتباسات تارة أخرى … وهل دخل العالم فعلا في عصرالسلطة الخامسة؟
إذن يمكن أن نقول أنه بعد عصرالأسلحة وعصرمخادع الإنتخابات فقد دخل العالم اليوم عصرالصحافة المواطنة، فكل مجتمع بات بإمكانه الضغط على ممثليه في المؤسسات الديموقراطية بواسطة أسناد الإنترنيت المختلفة (منتديات، مدونات، صفحات الشبكات الإجتماعية ..إلخ التي هز زلزالها كل قواعد اللعبة السياسية البائدة في العالم العربي وفي مختلف أرجاء المعمور. فلايمكن أن ننسى دورها في تأجيج وتعبئة الشارع العربي ليثورعلى أصنام الديكتاتوريات مثلما أسهمت قبل الربيع العربي في الحملات الإنتخابية في أمريكا وفرنسا وكوريا الجنوبية، هذا البلد الأسيوي الرائد عالميا على مستوى تعداد الرواد الشبكيين فقد أقركل الملاحظين السياسيين هناك بالدورالأساسي الذي لعبه الموقع الإلكتروني (هومي نيوز) في فوز المحامي (روه مو ران) حيث كان يزوره في اليوم مايناهزعشرين مليون مواطن كوري.
ويمكن إذن أن نقول ان العديد من الأنظمة السياسية في العالم العربي قد عبرت من مواقع الظل والنسيان إلى مواقع الشمس المعلومياتية، وبعد أن فطن العديد من الفاعلين السياسيين في البلاد العربية إلى هذا المنبرالإعلامي الحديث وغير المسبوق ــ الصحافة الإلكترونية ــ شرع الكثيرمنهم يبحثون ويستقطبون أصوات التأييد من مواطنهيم أينما كانوا في الجهات الأربع من العالم عبرالشبكة العنكبوتية وصحافتيها السيارة .

أما في بعض الدول الأوروبية فقد شرعت بعض الهيئات السياسية والحزبية على الخصوص تستثمرهذه الوسيلة التواصلية ــ الصحافة المواطنة ــ عن طريق تقنية (الطرق الإفتراضي) على الأبواب الإلكترونية للمواطنين لتمطرهم بعشرات الآلاف من الرسائل الإلكترونية والمايلات المرفقة بملفات سمعية بصرية تتضمن إعلانات وخطب وبرامجهم السياسية …وأخيرا هل يمكن القول أن الميديا الذاتية (الصحافة المواطنة) قد عوضت الميديا العمومية (ma-m’dia)؟

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

    Popular Posts

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير
back to top